# # # #
   
 
 
[ 11.09.2011 ]
عبدالباري عطوان ساخط على حلفائه الاسلاميين في الخرطوم




واخيرا اكتشف عبدالباري عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربي المؤيدة للمؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم انها ليست "آخر المطبعين العرب مع اسرائيل" حسب وصفه، بعد ان كشف موقع ويكيليكس خططها لاقامة علاقات مع اسرائيل. وفي المقال التالي الذي رافقته صورة بارزة لمصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس للعلاقات الخارجية، شن عطوان هجوما على نظام الخرطوم، واتهمها بالتخبط في ادارة الازمات، واعتذر بالتلميح عن هجومه على حكومة جنوب السودان بعد اعترافها باسرائيل.

فيما يلي نص المقال المؤرخ 8 سبتمبر 2011، بعنوان "الخرطوم وجزرة التطبيع مع اسرائيل":

رأي القدس

كثيرة هي مشاكل السودان، فانفصال الجنوب عن الشمال تكرس رسمياً بقيام دولة جديدة للجنوبيين، والحرب في دارفور لم تتوقف، وهناك بوادر ازمة في كردفان، وثانية في ابيي الغنية بالنفط على الحدود الجنوبية الجديدة، مضافاً الى ذلك الصراعات الحزبية الطاحنة بين اهل الشمال انفسهم.

العرب، اهل الممانعة والاعتدال الافارقة والآسيويون، الاغنياء والفقراء، تخلوا جميعاً عن السودان، ولم يقدموا له الا القليل من التضامن والتعاطف وتركوا الغرب ينهش اطرافه من خلال مؤامرات تفكيكه المكثفة والمدروسة بعناية وبتواطؤ داخلي.

السلطات السودانية، وثورة الانقاذ على وجه التحديد، تتحمل بدورها مسؤولية كبيرة عن ازمات السودان، بسبب ادارتها غير الموفقة لها، وانحيازها الى عرق دون آخر، وعدم تعميقها للهوية الوطنية الجامعة للبلاد على قدم المساواة.

هذا التخبط في ادارة الازمات، تزامن مع اجتهاد خاطىء، بل ربما كارثي، لحكومة الانقاذ السودانية الاسلامية، تمثل في كشف وثائق ويكيليكس عن قيام مسؤول سوداني كبير هو السيد مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس عمر البشير بتقديم عرض الى السفير الامريكي في الخرطوم بالتعاون المطلق مع الادارة الامريكية بما في ذلك تطبيع العلاقات مع اسرائيل.
وبحسب البرقية التي ارسلت في 29 تموز (يوليو) عام 2008 قال السيد اسماعيل اثناء لقائه البرتو فرناديز مسؤول الشؤون الافريقية بالخارجية الامريكية، والذي يتحدث العربية بطلاقة "اذا مضت الامور بصورة جيدة مع الولايات المتحدة قد تساعدوننا في تسهيل الامور مع اسرائيل الحليف الاقرب لكم في المنطقة".

الادارة الامريكية لم تقبل بالعرض السوداني رغم اغراءاته، لانها كانت تريد من السلطات السودانية التنازل عن معظم اقليم ابيي الغني بالنفط للاقليم الجنوبي الذي كان على وشك الانفصال. وانهارت المفاوضات كلياً بين الجانبين: الامريكي والسوداني.

كنا نعتقد ان السلطات السودانية التي ترفع الاسلام شعاراً وحلاً، ستتجنب الانزلاق الى منزلقات حكومات عربية اخرى استخدمت ورقة التطبيع مع اسرائيل لحل مشاكلها مع الولايات المتحدة، ولكن هذه البرقية تكشف ان اعتقادنا هذا لم يكن في محله، بعد الاطلاع على نص هذه الوثيقة الامريكية الرسمية.

لمنا كثيراً حكومة السودان الجنوبية الجديدة لانها سارعت باقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، واعتبرنا هذه الخطوة طعنة مسمومة في ظهر الامة العربية من ابناء الجنوب السوداني الذين كانوا حتى الامس بمثابة الاشقاء، وتربطنا بهم علاقات ووشائج اخوية، وزادت هذه الطعنة ايلاماً عندما أختار السيد سيلفا كير رئيس الجمهورية الجنوبية الوليدة القدس المحتلة كمقر لسفارة بلاده المزمع افتتاحها قريباً مثلما كشف لوفد اسرائيلي زائر لجوبا.

يبدو ان المستر كير كان يعلم، بحكم منصبه لعدة سنوات كنائب للرئيس السوداني ان حكومة الخرطوم لا تعارض التقارب مع اسرائيل اذا شكل مخرجاً لها من ازماتها وسلماً للوصول الى صداقة البيت الابيض.

نشعر بخيبة امل كبرى من جراء قراءة مثل هذه البرقية والاطلاع على مضمونها، لان حكومة الانقاذ كانت وما زالت داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وفتحت اراضيها وقلبها لفصائل المقاومة، بل وتعرضت لاعتداءات اسرائيلية وامريكية بسبب هذا الموقف المبدئي الشجاع، الامر الذي جعلنا نعتقد ان الخرطوم ستكون آخر المطبعين العرب مع اسرائيل.

اقرأ خبر ويكيليكس في قسم الاخبار بعنوان:
ويكيليكس: السودان خطط لاقامة علاقات مع اسرائيل



Source: oldsite.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by