# # # #
   
 
 
[ 17.01.2010 ]
نعم سيدي .. من اين اتى هؤلاء ـ زهرة حيدر ادريس




عبر الاستاذ عثمان ميرغني في عموده (حديث المدينة) تحت عنوان من (اين أتى هؤلاء) عن استغرابه من وضع الساسة و السياسة السودانية التي تسمح بان يترشح للمناصب العليا مثل رئاسة الجمهورية او اي من الوزارات من يفخرون بتدبيرهم او اشتراكهم او دعمهم لاي عمل عسكري استهدف ما اسماه المصالح الإقتصادية و المنشآت العامة .. مستنكرا تسمية ذلك بالعمل النضالي ..خاتما عموده باقتباس من مقولة استذانا الاديب الراحال الطيب صالح (من اين اتى هؤلاء؟).

استاذنا عثمان ميرغني.. حينما تختل موازين التقييم فان ذلك مؤشر لاختلال الاسس التي انطلقت منها تلك الموازين.. وعليه من الطبيعي ان تفضي الى استنتاجات ومن ثم الى نتائج منافية للامانة والصدق و الانصاف .. وهنا سيدي فالمقام لاختلال عمود ما تخشاه .. كيف يصل هؤلاء و هؤلاء الى رئاسة الجمهورية والمناصب الوزارية العليا في هذا البلد , ولنستقرئ تساؤلاتك ومنذ بداية المحنة التي نعيشها اللحظة.

حكم السودان سيدي واعتلى المناصب العليا في الوزارات التي تباكيت عليها من سرق شرعية نظامنا السياسي كله اثر انقلاب ظلامي في توقيته وكل مضامينه .. وكيف كانت البدية ؟! .. ثورة للتدمير و التشريد و الفصل التعسفي ..الغاء مجانية الصحة و التعليم ؟.. فصل كل من لحقت به شبهة معارض وتصفية من اسموهم اعداء الدين.. وللعجب حلفاءه في نفس الان.

حكمنا سيدي .. طوال عشرون عاما واكثر من اهدروا دماء الشباب و الشيوخ و النساء و الاطفال .. حكمنا سيدي من وضع البلاد على حافة التقسيم و التشرذم  .. من تباهوا  وتبجحوا بقدومهم على ظهر الدبابات فمن ارادها فالياتيها كما اعتليناها !!!

حكمنا سيدي .. من اعتمدوا اذلالنا وتكسير اجنحتنا وتهجير شبابنا  وكتم اصواتنا والحاق تهم الكفر و الالحاد بكل من قال لا او نوى قول الا , ومن زرعوا الفساد و الانهيار الاخلاقي في وطننا .. واي فساد !! بتنا نسمع عن جرائم وقصص عبر لم تعرفها او تسمع  ذاكرة شعبنا عنها قبلهم.

 فمن اين اتى هؤلاء سيدي؟

ان من تستنكر عليهم الترشح للرئاسة والمناصب العليا في هذا الوطن سيدي .. هم من تقدموا احلامنا بالحرية والاستقلال عن حكم قادة الظلام .. انهم اول من فصل وشرد واعتقل وهجر ..اول من قال لا حينما قلتم نعم !!  وحينما ملئنا الانكسار واثرنا الصمت وتركنا الوطن يتشرذم امام اعيننا

من اين اتوا .. من عمقنا  سيدي اتوا ..من كل ما حملنا من قيم واخلاق و اعراف .. من الامنا التي عشناها بعدهم .. من حزننا ونحن نودع اخوة واباء و ابناء لهم في طاحنوة الحرب اللعينة

انهم مني سيدي .. من اهلي الطيبين السمحين.

فجروا خط انابيب البترول !! .. ومن يهتم ؟ ..وهل ذقنا هذا المسمى البترول او نعمنا بفتات الثروات التي جلبها حتى ؟!! .. لقد عبئ العزيز البترول حسابات من تعاميت عنهم في ماليزيا وسويسرا واستخدمت امواله في شراء افخر انواع السلاح لقتل ابناءنا في دارفور وتشرديهم.

وهنا يكمن الفرق سيدي .. اتفق معك تماما باننا نريد ان نحمل للمستقبل الكثير و الكثير من قيم المدنية ومراعاة مصلحة الوطن قبل اي شئ .. لكن وبنفس المنهج ..ان كان للوطن عصاة , وهذه العصاة سخرت لضربي وضرب اخوتي وطردنا منه من قبل من اراد شرا بهذا الوطن .. فكسر العصاة نضال .. اوليس احق ان يطرد الباغي اولا لننعم بارب العصاة الاخرى ؟!!

 
وايهم الاغلى  والاحق لان نحاكم ونحاسب عليه؟  انابيب البترول .. ام دماء ابنائنا وابائنا التي سالت على ارض الوطن بلا ثمن او داع ؟!! .. ايهم احق ان نحاكم؟  استغلال شرئعنا واعرافنا وقيمنا .. ام دعاوي النضال كما اردت اعتبراها؟

اننا هنا سيدي لسنا في مجال اختلاف على تقييم ماهو الصحيح و الخطا ..اننا امام حقيقة ليس لها الا وجه واحد وبائن ..  واضحة ولا تخطئها الا عين من ارد ان لا يرى .. فسد مروي او حقول البرترول ان افادت شعبنا .. مجرم حقا من يسعى لتخريبها ودمارها ..ولكن ان كان كل ما عاد منها  على هذا الطيب السمح القتل والاذلال و التشريد ... فالاولى تحريرها.

لقد نسيت سيدي في مقالك انه وعبر تاريخ هذا الوطن لم يعرف عن اخلاقنا ان الاختلاف ذريعة لضرب المصالح العامة .. ها هم ذا نحن سودانيون و طيبون بلا حدود .. ولكن من تجاهلت جرمهم في مقالك فرضوا علينا كل غريب .. لقد فرضوا اليات النضال ضدهم ولم تختار من قبل من رفعوا رايته .. هم من سخر ممتلكات ومصالح الوطن لحماية كراسيهم ومناصبهم العليا المنهوبة في عز الليل , والتي تخشى عليها  الان من ان يترشح لاعتلائها من اراد ان ياتي عبر صناديق الاقتراع واختيار الشعب له .. هم سيدي من اختار ارض و اليات تلك المعركة .. فلا تحاسب بها غيرهم الان.

نعم لا نريد ان ننسى .. ولكني امانتا سيدي لا اجد في ذاكرتي الا كم هائل من الالم و الحسرة منحوني لها كما الطيبين السمحين ابناء هذا البلد من لم يعرفوا غير زرع الالم و الحسرة و الذل .. ومن لم يشبهوا سحنتي و اعرافي و اخلاقي.

 انهم سيدي من اطلقت عبارة استاذنا الطيب الصالح من اين اتى هؤلاء عنهم  دون سواهم .. انهم الوحيدون الذين لن ابغي ابدا ان انسى او ان اتطلع لمستقبل دون حسابهم.



Source: oldsite.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



نعم سيدي .. من اين اتى هؤلاء ـ زهرة حيدر ادريس

صدقتي يازهرة من أين أتو هم اللذين أتو بالليل كالمجرمين بل هم مجرمون
عبد القادر


هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by