# # # #
   
 
 
[ 12.07.2009 ]
مقال إذاعي: على النخبة الهولندية أن تتمرد


ميشيل هوبنك - إذاعة هولندا العالمية: أتوق في هذه اللحظة الى أن تتمرد النخبة المثقفة الهولندية، وأن تواجه الاشخاص الذين يقولون: كفى من مثل هذه الأقوال! المجتمع الذي يُشهر لليمين المتطرف ليس هو المجتمع الذي نرغب العيش فيه. لآ أكاد اسمع صوت هؤلاء.

 هذه هو نداء وزيرة الشؤون الداخلية الهولندية تر هورست مؤخرا، نداء عبر مجلة فراي نيدرلاند الاسبوعية، للنخبة الهولندية تدعوهم فيه للتصدي لشعبوية أشخاص مثل خيرت فيلدرز.
 
وصل نداء السيدة تر هورست الى أعماق قلبي، فلم يصدر أي فعل عن النخبة السياسية في هولندا. في البداية، نفوا او انكروا لسنوات طويلة، المشاكل المرتبطة بالهجرة، وهو ما تسبب في فراغ استطاعت الأحزاب الشعبوية أن تملأه. وبالتالي، فإنهم لم يتدخلوا ضد هذه الاحزاب خوفا من أن يخسروا ناخبيهم.
 
لم تنجح الاحزاب الثلاثة التقليدية الكبرى في هولندا، حزب العمل الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب اللبيرالي ولمدة سنين في تطوير موقف حول الاندماج والهجرة. وهذا النقص بالتحديد في الوضوح هو الذي جعل عدد أنصارهم يتقلص. لقد خسروا بسبب الخشية من الخسارة.
 
يجب على النخبة في هولندا أن تتحلى بالشجاعة وتعبر عن نفسها بوضوح، حتى وان كان الأمر يعني فقدانها لدعم "الشعب". عليهم أن يتجرؤوا على القول: كفى! نحن نتفهم شعور ناخبي فيلدرز. انهم جميعا أشخاص فوق الخمسين، تربوا وعاشوا في مجتمع منسجم، كل واحد فيه يعرف ماذا يعني له الآخر.
 
لقد رأوا هذا المجتمع الذي اعتادوا عليه، يندثر أمام أعينهم، جزئيا بسبب الاعداد الكبيرة للمهاجرين غير الغربيين. وقد نتفهم أنهم لم يستسيغوا الامر. لن يستسيغ ذلك حتى المصريون ايضا في حي شبرا بالقاهرة، اذا عرفوا مثلا أن آلاف الإيطاليين سيأتون ليقتسموا معهم حيهم ويسكنوا فيه، بعاداتهم المختلفة عن تلك المصرية.
 
لكن اختيارهم للتصويت لصالح فيلدرز هو دليل على تذمر غير ناضج. لقد تغير العالم ولا يستطيع احد تبديل هذا الأمر. نحن نعيش في مجتمع متعدد الثقافات، وعلينا أن نتقاسم بلادنا مع أناس لديهم عادات ثقافية تختلف عن عاداتنا. هذا الأمر لديه حسناته وسيئاته. مجرد التفكير في ترحيل المهاجرين عن هولندا، أو إجبارهم على إتباع عاداتنا الثقافية وطريقة تفكيرنا، هو تفكير سخيف. هذا أمر لا يمكن تحقيقه أبدا والتاريخ يحمل البراهين على ذلك.
 
يستغل فيلدرز مشاعر عدم الرضا ويقدم حلولا غير أخلاقية وفوق ذلك وغير قابلة عمليا للتطبيق. كما يسمم الأجواء في هولندا بالتعرض العدائي للإسلام بطريقة تذكرني كهولندي بمعاداة السامية في ثلاثينات القرن الماضي.
 
ما يريده فيلدرز أمر غير معقول، هو يقول انه يريد منع القرآن، عندما يطالب بوقف الهجرة من البلدان الإسلامية إلى هولندا وسحب الجنسية الهولندية من المجرمين الذين يحملون جنسيتين. هذه الأمور التي يطالب بها ستصطدم بعوائق قانونية كثيرة في هولندا، وفي البرلمان الأوروبي، وهكذا فهي مستحيلة التطبيق.
 
أولئك الذين صوتوا لصالح فيلدرز في هولندا، هم مشابهون للأشخاص الذين يصوتون للأصوليين الإسلاميين في الدول العربية. أشخاص يغضبون بطريقة صبيانية لان العالم لم يعد كما كان في السابق. ويفعل فيلدرز ما يفعله الاصوليون الإسلاميون وذلك بإغراء مؤيديه بشعارات غير قابلة للتطبيق.

 



Source: oldsite.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by